بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي شرع لعباده الشرائع لحكم بالغة وأسرار ورتب على صيام رمضان وقيامه إيماناً واحتساباً مغفرة الذنوب والأوزار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك الغفار، وأشهد أن محمداًً عبده ورسوله المصطفى المختار صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان آناء الليل والنهار، وسلم تسليماً.
أما بعد أيها الناس:
اعبدوا ربكم، وصلوا فرضكم، وصوموا شهركم، واعلموا أن من حكم الصيام وأسراره أن يكون عوناً للعبد على طاعة الله وتقواه، فيجتهد في فعل الخيرات واجتناب المحرمات، فمن لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه، اعمروا أوقات هذا الشهر الفاضل بالذكر والقراءة والصلاة، وتعرضوا فيه لنفحات المولى بكثرة الدعوات، وكثرة الإحسان إلى الخلق والعفو عنهم، فإن الله يحب المحسنين، ويحب العفو عن المسيئين، وجودوا على الفقراء في هذا الشهر بالزكاة والصدقات، فإن الله جواد يحب الجود، ولقد كان نبينا - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، فيدارسه القرآن، فلرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود بالخير من الريح المرسلة، ولا تحقرن من المعروف شيئاً، واتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن الرجل ليتصدق بعدل تمرة من كسب طيب، فيربيها الله له حتى تكون مثل الجبل، واعلموا، رحمكم الله، أن للصيام سنناً ينبغي مراعاتها، فمنها السحور، فقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - به وقال: ((تسحروا فإن في السحور بركة)). والأفضل تأخير السحور في آخر الليل، ففي الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((لا تزال أمتي بخير ما أخروا السحور)). وإذا قدم أحدكم السحور، وفرغ قبل طلوع الفجر، ونوى الصيام، ثم اشتهى أن يأكل فلا بأس أن يأكل حتى يطلع الفجر لقوله - تعالى -: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: 187]. والخيط الأبيض النهار، والأسود الليل، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إن بلالا يؤذن بليل، فكلوا، واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم، وكان لا يؤذن حتى يطلع الفجر)). فإذا تبين الفجر، فإنه لا يجوز أن يتناول الصائم شيئاً مما يفطره، وإن الواجب على المؤذنين أن يتحروا، فلا يؤذنوا حتى يطلع الفجر، ولقد سمعت أن بعض الناس يورد حديثاً عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يتقي بناقته عن الفجر. وهذا الحديث ما رأيناه في الكتب الصحيحة ولا أظنه يصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وإذا تسحر أحدكم فلا يحتاج أن يقول: اللهم إني نويت الصيام إلى الليل؛ لأن النية محلها القلب، والتلفظ بها بدعة، وكل بدعة ضلالة، وإذا أفطر أحدكم، فليفطر على تمر، فإن لم يجد، فليفطر على ماء، فإن لم يجد، فلينو الفطر بقلبه مثل أن تغرب الشمس، وهو خارج البلد، وليس عنده طعام ولا شراب، فينوي الفطر، ولا يحتاج أن يمص إصبعه، كما يقول بعض العوام، وينبغي عند الفطر أن يحرص على الدعاء، فإن للصائم عند فطره دعوة لا ترد، ويروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان إذا أفطر قال: ((اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت)). واسألوا الله - تعالى -القبول لأعمالكم، فإن المعول عليه، ولقد كان إبراهيم الخليل وولده إسماعيل يرفعان القواعد من البيت، وهما يقولان: ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وإن من علامة القبول أن يوفق العبد للتقوى، فإنما يتقبل الله من المتقين، فمن اتقى الله - تعالى -ظاهراً وباطناً كان حرياً بالإجابة. واعلموا أن من المفطرات الأكل والشرب والجماع، وإخراج الدم بالحجامة، فقد أفطر الحاجم والمحجوم، وإخراج القيء عمداً، وإذا خرج الدم منه بغير حجامة مثل أن يحصل له رعاف، أو ينقلع سنه، أو ينجرح شيء من بدنه، فيخرج الدم، فلا يفطر بذلك، ولا يفطر أيضاًً إذا غلبه القيء، أو داوى عينه، أو أذنه، أو قطر فيهما. وتفطر المرأة إذا خرج منها دم الحيض، وهي صائمة، وإذا طهرت في أثناء النهار، وجب عليها قضاء اليوم الذي طهرت فيه، ولا يفطر الصائم بالسواك، ويستحب له السواك كغيره في كل وقت في أول النهار وآخره.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة: 183].
الحمد لله الذي شرع لعباده الشرائع لحكم بالغة وأسرار ورتب على صيام رمضان وقيامه إيماناً واحتساباً مغفرة الذنوب والأوزار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك الغفار، وأشهد أن محمداًً عبده ورسوله المصطفى المختار صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان آناء الليل والنهار، وسلم تسليماً.
أما بعد أيها الناس:
اعبدوا ربكم، وصلوا فرضكم، وصوموا شهركم، واعلموا أن من حكم الصيام وأسراره أن يكون عوناً للعبد على طاعة الله وتقواه، فيجتهد في فعل الخيرات واجتناب المحرمات، فمن لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه، اعمروا أوقات هذا الشهر الفاضل بالذكر والقراءة والصلاة، وتعرضوا فيه لنفحات المولى بكثرة الدعوات، وكثرة الإحسان إلى الخلق والعفو عنهم، فإن الله يحب المحسنين، ويحب العفو عن المسيئين، وجودوا على الفقراء في هذا الشهر بالزكاة والصدقات، فإن الله جواد يحب الجود، ولقد كان نبينا - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، فيدارسه القرآن، فلرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود بالخير من الريح المرسلة، ولا تحقرن من المعروف شيئاً، واتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن الرجل ليتصدق بعدل تمرة من كسب طيب، فيربيها الله له حتى تكون مثل الجبل، واعلموا، رحمكم الله، أن للصيام سنناً ينبغي مراعاتها، فمنها السحور، فقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - به وقال: ((تسحروا فإن في السحور بركة)). والأفضل تأخير السحور في آخر الليل، ففي الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((لا تزال أمتي بخير ما أخروا السحور)). وإذا قدم أحدكم السحور، وفرغ قبل طلوع الفجر، ونوى الصيام، ثم اشتهى أن يأكل فلا بأس أن يأكل حتى يطلع الفجر لقوله - تعالى -: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: 187]. والخيط الأبيض النهار، والأسود الليل، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إن بلالا يؤذن بليل، فكلوا، واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم، وكان لا يؤذن حتى يطلع الفجر)). فإذا تبين الفجر، فإنه لا يجوز أن يتناول الصائم شيئاً مما يفطره، وإن الواجب على المؤذنين أن يتحروا، فلا يؤذنوا حتى يطلع الفجر، ولقد سمعت أن بعض الناس يورد حديثاً عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يتقي بناقته عن الفجر. وهذا الحديث ما رأيناه في الكتب الصحيحة ولا أظنه يصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وإذا تسحر أحدكم فلا يحتاج أن يقول: اللهم إني نويت الصيام إلى الليل؛ لأن النية محلها القلب، والتلفظ بها بدعة، وكل بدعة ضلالة، وإذا أفطر أحدكم، فليفطر على تمر، فإن لم يجد، فليفطر على ماء، فإن لم يجد، فلينو الفطر بقلبه مثل أن تغرب الشمس، وهو خارج البلد، وليس عنده طعام ولا شراب، فينوي الفطر، ولا يحتاج أن يمص إصبعه، كما يقول بعض العوام، وينبغي عند الفطر أن يحرص على الدعاء، فإن للصائم عند فطره دعوة لا ترد، ويروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان إذا أفطر قال: ((اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت)). واسألوا الله - تعالى -القبول لأعمالكم، فإن المعول عليه، ولقد كان إبراهيم الخليل وولده إسماعيل يرفعان القواعد من البيت، وهما يقولان: ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وإن من علامة القبول أن يوفق العبد للتقوى، فإنما يتقبل الله من المتقين، فمن اتقى الله - تعالى -ظاهراً وباطناً كان حرياً بالإجابة. واعلموا أن من المفطرات الأكل والشرب والجماع، وإخراج الدم بالحجامة، فقد أفطر الحاجم والمحجوم، وإخراج القيء عمداً، وإذا خرج الدم منه بغير حجامة مثل أن يحصل له رعاف، أو ينقلع سنه، أو ينجرح شيء من بدنه، فيخرج الدم، فلا يفطر بذلك، ولا يفطر أيضاًً إذا غلبه القيء، أو داوى عينه، أو أذنه، أو قطر فيهما. وتفطر المرأة إذا خرج منها دم الحيض، وهي صائمة، وإذا طهرت في أثناء النهار، وجب عليها قضاء اليوم الذي طهرت فيه، ولا يفطر الصائم بالسواك، ويستحب له السواك كغيره في كل وقت في أول النهار وآخره.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة: 183].